سورة الروم - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الروم)


        


قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: قصدك.
الثاني: دينك، قاله الضحاك.
الثالث: عملك، قاله الكلبي.
{لِلدِّينِ حَنِيفاً} فيه ستة تأويلات
أحدها: مسلماً، وهذا قول الضحاك.
والثاني: مخلصاً، وهذا قول خصيف.
الثالث: متبعاً، قاله مجاهد.
الرابع: مستقيماً، قاله محمد بن كعب.
الخامس: حاجّاً، قاله ابن عباس.
السادس: مؤمناً بالرسل كلهم، قاله أبو قلابة.
{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} فيها تأويلان
أحدهما: صنعة الله التي خلق الناس عليها، قاله الطبري.
الثاني: دين الله الذي فطر خلقه عليه، قاله ابن عباس والضحاك والكلبي يريد به الإسلام وقد روى عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مِن فِطْرةِ إِبْرَاهِيمَ السُّوَاكُ» ومن قول كعب بن مالك:
إن تقتولنا فدين الله فطرتنا *** والقتل في الحق عند الله تفضيل
{لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} فيه ثلاثة تأويلات
أحدها: لا تبديل لدين الله، قاله مجاهد وقتادة.
الثاني: لا تغيير لخلق الله من البهائم أن يخصي فحولها، قاله عمر بن الخطاب وابن عباس وعكرمة.
الثالث: لا تبديل خالق غير الله فيخلق كخلق الله، لأنه خالق يخلق، وغيره مخلوق لا يخلق، وهو معنى قول ابن بحر.
ويحتمل رابعاً، لا يشقى من خلقه سعيداً ولا يسعد من خلقه شقيّاً.
{ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} فيه تأويلان
أحدهما: ذلك الحساب البين، قاله مقاتل بن حيان.
الثاني: ذلك القضاء المستقيم، قاله ابن عباس.
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} أي لا يتفكرون فيعلمون أن لهم خالقاً معبوداً وإلهاً قديماً:
قوله: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: مقبلين إليه، قاله يحيى بن سلام والفراء.
الثاني: داعين إليه، قاله عبيد بن يعلى.
الثالث: مطيعين له، قاله عبد الرحمن بن زيد.
الرابع: تائبين إليه من الذنوب، ومنه قول أبي قيس بن الأسلت:
فإن تابوا فإن بني سليم *** وقومهم هوازن قد أنابوا
وفي أصل الإنابة قولان
أحدهما: أن أصله القطع ومنه أخذ اسم الناب لأنه قاطع فكأن الإنابة هي الانقطاع إلى الله عز وجل بالطاعة.
الثاني: أن أصله الرجوع مأخوذ من ناب ينوب إذا رجع مرة بعد مرة ومنه النوبة لأنها الرجوع إلى عادة.
قوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ} أي أوقعوا فيه الاختلاف حتى صاروا فرقاً وقرئ {فَارَقُواْ دِينَهُم} أي تركوه وقد قرأ بذلك علي رضي الله عنه وهي قراءة حمزة والكسائي وفيهم أربعة أقاويل:
أحدها: أنهم اليهود، قاله قتادة.
الثاني: أنهم اليهود والنصارى، قاله معمر.
الثالث: أنهم الخوارج من هذه الأمة، وهذا قول أبي هريرة ورواه أبو أمامة مرفوعاً.
الرابع: أنهم أصحاب الأهواء والبدع، روته عائشة مرفوعاً.
{وَكَانُواْ شِيَعاً} فيه وجهان
أحدهما: فرقاً، قاله الكلبي.
الثاني: أدياناً، قاله مقاتل.
ويحتمل ثالثاً: أنهم أنصار الأنبياء وأتباعهم.
{كُلُّ حِزْبٍ} أي فرقة
{بِمَا لَدَيْهِمْ فِرِحُونَ} أي بما عندهم من الضلالة
{فَرِحُونَ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: مسرورون، قاله الجمهور.
الثاني: معجبون، قاله ابن زيد.
الثالث: متمسكون، قاله مجاهد.


قوله: {أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً} فيه أربعة تأويلات
أحدها: يعني كتاباً، قاله الضحاك.
الثاني: عذراً، قاله قتادة.
الثالث: برهاناً، وهو معنى قول السدي وعطاء.
الرابع: رسولاً، حكاه ابن عيسى محتملاً.
{فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ} يحتمل وجهين
أحدهما: معناه يخبر به.
الثاني: يحتج له.
قوله: {وَإِذَآ أَذَقْنا النَّاسَ رَحْمَةً} فيها وجهان:
أحدهما: أنها العافية والسعة، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: النعمة والمطر، حكاه النقاش.
ويحتمل أنها الأمن والدعة.
{فَرِحُواْ بِهَا} أي بالرحمة
{وَإِن تُصِبْهُمْ سِيِّئَةً} فيها وجهان
أحدهما: بلاء وعقوبة، قاله مجاهد.
الثاني: قحط المطر، قاله السدي.
ويحتمل ثالثاً: أنها الخوف والحذر.
{بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} أي بذنوبهم
{إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} فيه وجهان
أحدهما: أن القنوط اليأس من الرحمة والفرج، قاله الجمهور.
الثاني: أن القنوط ترك فرائض الله في اليسر، قاله الحسن.


قوله: {فَئَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} فيهم وجهان
أحدهما: أنهم قرابة الرجل، أن يصل رحمهم بماله ونفسه، قاله الحسن وقتادة.
الثاني: أنهم ذوو قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وهم بنو هاشم وبنو المطلب يعطون حقهم من الغنيمة والفيء، قاله السدي.
{وَالْمِسْكِينَ} هو الذي لا يجد كفايته
{وَابْنَ السَّبِيلِ} فيه قولان
أحدهما: المسافر، قاله مجاهد فإن كان محتاجاً فحقه في الزكاة وإن كان غير محتاج فبرّاً وصلة.
الثاني: أنه الضيف الذي ينزل بك، قاله ابن عباس وابن جبير وقتادة، فإن أطعمه كان برّاً وصلة ولم يجز أن يكون من الزكاة محتاجاً كان أو غير محتاج. وإن دفعت إليه مالاً جاز إذا كان فقيراً أن يكون من الزكاة، ولم يجز إن كان غنيّاً.
قوله: {وَمَاءَ آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ اللَّهِ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه الرجل يهدي هدية ليكافأ عليها أفضل منها، قاله ابن عباس ومجاهد.
الثاني: أنه في رجل صحبه في الطريق فخدمه فجعل له المخدوم بعض الربح من ماله جزاء لخدمته لا لوجه الله، قاله الشعبي.
الثالث: أنه في رجل يهب لذي قرابة له مالاً ليصير به غنيّاً ذا مال ولا يفعله طلباً لثواب الله، قاله إبراهيم.
ومعنى قوله: {فَلاَ يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ} أي فلا يكون له ثواب عند الله.
قال ابن عباس: هما رِبَوان أحدهما حلال والآخر حرام، فما تعاطيتم بينكم حلال ولا يصل إلى الله.
{وَمَا ءَآتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ} أي ثواب الله، وفيها قولان
أحدهما: أنها الزكاة المفروضة وهو الظاهر.
الثاني: أنها الصدقة، قاله ابن عباس والسدي.
{فَأُوْلَئِكَ الْمُضْعِفُونَ} فيه وجهان
أحدهما: تضاعف لهم الحسنات لأن من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، قاله السدي.
الثاني: تضاعف أموالهم في الدنيا بالزيادة فيها، وقال الكلبي: لم يقل مال رجل من زكاة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7